بحـث
المواضيع الأخيرة
عشائر عرب الصقر الطائية العريقة في بلاد الشام - البشكمي
صفحة 1 من اصل 1
عشائر عرب الصقر الطائية العريقة في بلاد الشام - البشكمي
عرب الصقر من طيء
تنحدر عشائر عرب الصقر دون أدنى شك من العرب القحطانية من سلائل طيء، وهو وكما جاء في كتب السير: جلهمة بن أد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن ارفخشذ بن سام بن نوح بن متوشلح بن أخفوخ بن لود بن مهلائيل بن قيثال بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. وطيء لقب له غلب على إسمه الأصلي ، وكهلان هو شقيق حمير ، وكان العدد في كهلان أكثر من حمير، وكان بنو كهلان يتناوبون الملك مع حمير، كما قال في العبر، أما في وصايا الملوك ، فقال: إن حمير وكهلان لما قسم أبوهما سبأ الملك بينهما، جعل السياسة لحمير، وجعل أعنة الخيل وملك الأطراف والثغور لكهلان.
عرب الصقر هم عرب المفارجة الطائية
عرب الصقر ويطلق عليها أيضا إسم عرب الصقور جمعا ، هي عشائر طائية عريقة، وهم أول من حل في بلاد الشام مع مطلع الفتوحات الأسلامية . فعرب الصقر ورثة بلاد سوريا الجنوبية (فلسطين والأردن) من ألمفرج بن دغفل بن الجراح الطائي في أواخر القرن الرابع الهجري، المنسوب أصلا الى ملك طيء في العراق، إياس بن قبيصة بن أبي جعفر بن النعمان بن حبيب بن الحرث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سعد بن هني بن عمرو بن الغوث بن طيء (جلهمة)، قبيل البعثة المحمدية بتسع سنوات، وقد كانت الرياسة لبني هني على طيء في الجاهلية، ثم بزعامة شيخ عربان المفارجة في جبل نابلس، حسان بن المفرج الطائي، الذي تغلب على أكثر الشام، منتزعا إياها من دولة الفاطميين (العبيديون) عام 1025م الموافق 415هـ.
وقد إستمرت زعامة عرب المفارجة في سوريا الجنوبية، قبل أن يصيبها آخر تمزق مع مطلع القرن العاشر الهجري، ففي عام 918هـ كان كبير أمراء عربان بنو لام المفارجة، الأمير مسلم، الذي حضر معه الأمير عساف كبير آل مرا بطن من ربيعة طيء . إلى دار السعادة، في دمشق الشام، بحضور المباشرين ، وحلفوهما أنهما يقومان بما عليهما من حفظ الحجاج والطرق على العوائد القديمة، وأشهدوا عليهم بذلك جماعة . وقد خرج شيخ عرب بنو لام المفارجة ، سلامة بن فواز الملقب جغيمان، على الحجيج الشامي سنة 926هـ ، وقد استلم بعده قصب الزعامة ابنه الشيخ : نعيم بن سلامة بن فواز عام 965 هـ . وفي عام 978هـ شيخان هما: الشيخ نعيم بن سلامة بن فواز، وقريبه الشيخ نصر الله . وفي عام 1017 هـ كان لهما أيضا شيخان هما: الشيخ عمرو بن جبر الصقري شيخ عرب المفارجة، والشيخ رشيد السردي كبير عرب السردية الذين هم فرع من المفارجة. ففي أواخر القرن االعاشر الهجري برز إسم عرب الصقر وعرب السردية بعد تمزق عرب المفارجة في قبائل متناحرة، فتزعم الصقر الشيخ عمرو بن جبر الصقري من أسرة صقر المفارجة، بعد إلتفاف أغلب عشائر الصقر الحالية حوله ودعمه، والتي كان إسمها عرب المفارجة. وقد توفاه الله في جنين في ذي الحجة عام 1030هـ ، ودفن فيها عندما كان في ضيافة أحمد بن طرباي الحارثي الطائي أمير اللجون. وقد تولى مشيخة عرب الصقر بعد ذلك إبنه الشيخ حسين بن عمرو بن جبر المفارجة الصقري.
وقد تسمت باديء ذي بدء بعرب المفارجة وبنو لام وكذلك عرب الصقر ، فاندثر اسم المفارجة مع منتصف القرن السابع عشر، وحل محله تدريجيا اسم الصقر، وبنو لام، الى يومنا هذا. وهم بتشكيلات عشائرهم الحالية مزيج من سلائل لام ، وسلائل من ثعل، وسلائل من زبيد طيء من مذحج شقيق طيء، وسلائل من جرم، وسلائل من شمر وجميعها طائية وكافة أسرها متصاهرة تجمعها رابطة الدم وفق الأعراف والأحكام العشائرية.
وهنا لا بد من التأكيد على أنه كلما ذكرت عرب المفارجة عني به عرب الصقر وعرب السردية وعرب النعيمات مجتمعة، ولكن العرب المنسوبة الى حسان بن مفرج الطائي في القرن الخامس الهجري ضمت أيضا عشائر طائية عديدة منها: ما عرف لاحقا بعرب الحياري أو عرب الموالي التي إنتقلت الى بادية حمص في سوريا الشمالية ومن أهم أسرها في الأردن وفلسطين حاليا (عرب الفاعور والربيع في ديرعلا وأسرة الطوقان في نابلس وأسرة الريماوي في بيت ريما قضاء رام الله، وعرب المفارجة قضاء رام الله، وأسرة الحياري في البلقاء، وعرب الفضل في الجولان ، وعرب العيسى في الدفيانة من أعمال حوران شمال الأردن، وعرب الخريفات ، وعرب كعوش في الجليل )، وإلى هذه العشائر ينسب الأمير عساف آل مرا المشار إليه آنفا، وممن نسب الى عرب المفرج أيضا عرب الحوارث أمراء اللجون الذين إنتقلوا فيما بعد الى الساحل ما بين الخضيرة ويافا، وسميت المنطقة بأسمهم وادي الحوارث، ونسب الى عرب المفرج أيضا عربان جرم الطائية أيضا من عرب المفارجة التي منها عربان أبو الكشك الجرمية ما بين اللد ويافا، وقد كانت تهيمن على جبل نابلس ورام الله والغور، وعرب بني سهيلة الجرمية في قطاع غزة، ونسبة كبيرة من عرب عباد الجرمية في البلقاء. ولا يوجد أي أثر تاريخي يشير أن عربان بنو حية الطائية وعربان بنو ثعلبة المنتشرون حاليا في قطاع غزة ومنهم أسرة الشوأ ، وعرب الصبيحات في الجليل، ضمن حلف المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي وإن كنت لا أستبعد ذلك لأن كتب التاريخ كانت تشير الى المفرج على أنه الأمير البدوي أي أنه أمير القبائل البدوية، وكانت كل عشائر طيء المذكورة أعلاه في سوريا الجنوبية في زمانه بدوية تقطن بيت الشعر. إلا أن كتب التاريخ لم تنقل لنا وبشكل صريح غير عرب الصقر وعرب السردية وعرب نعيم بأسم عرب المفارجة، إلا أنها أشارت الى أن المهنا والعيسى هي من تجمع الجراح ، وقد يكون السبب أن بقية العشائر تمزقت من عرب المفارجة في وقت مبكر أي ما بين القرن الخامس والتاسع الهجريين ، وأن الصقر والسردية ونعيم هي آخر من ساهم في وحدة عرب المفارجة. ومن الجدير ذكره أيضا أن كل من إنفصل عن عرب الصقر بعد القرن العاشر الهجري هو من عرب المفارجة مثل عشائر المناصير التي دخلت في حلف عشائرعباد في البلقاء عام 1735م إثر خلافات داخلية بين عشائر عرب الصقر، وأسرة ابو ستة التي إنضمت الى عرب الترابين نواحي بئر السبع وقطاع غزة في مطلع القرن التاسع عشر، وأسرة العبادة (الخوابي) بضم العين في بيروت، والملاك نواحي بصرى الشام. أما عشائر عرب بني صخر وعلى الرغم من أنها طائية عريقة ، فقد كانت غائبة عن إمارة عرب المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي، وذلك لحداثة إنتقالها من نجد الى ارض الشام ، إذ لا يتجاوز عمرها التاريخي على أرض الشام أكثر من 300 سنة مقارنة بتجمع طيء تحت راية حسان بن مفرج الطائي، والذي يمتد الى 1400 سنة.
مشيخة عرب الصقر في حوران
أسست عشائر عرب الصقر مشيختها في حوران جاعلة من المزيريب حيث منابع نهر اليرموك مقرا لعشائرها، وأخذت تغير على العربان في سائر الأطراف. وقد تعرضت الى ضغوط من الدولة العثمانية عبر مسيرتها التاريخية، في تلك النواحي من إصدار المراسيم بتثبيت حكمها لحوران، ومراسيم بعزلها وطردها عن حوران وإحلال عرب السردية مكانها، وقد تحالفت مع فخر الدين المعني، وأدى تحالفهما الى السيطرة التامة على جنوب سوريا ولبنان وغالبية أرض فلسطين وشرق الأردن، لكن الدولة العثمانية لم تطمئن لهذا التحالف، فجردت جيشا قوامه خمسون ألف مقاتل، لمقاتلة حلفهم مما حدى بفخر الدين المعني الفرار الى إيطاليا إنطلاقا من صيدا، وفرار عرب الصقر عام 1613م، الموافق 1022هـ، ومعهم إبن فخر الدين المعني، "علي"، ذي الخمسة عشر ربيعا، فرارهم عبر الصحاري من حوران الى إربد، ثم عجلون، ثم قصر شبيب (الزرقاء)، والكرك، والشوبك، وادي موسى (البتراء)، وبئر السبع، في النقب ثم العودة الى الكرك، ثم معان، ثم الجفر، ثم وادي عظمان (السرحان)، قاصدين الجوف، ولم يصلوا الجوف، فانطلقوا نحو تدمر ثم السلمية، ثم القريتين، ثم بادية الشام، ثم حوران. وكانوا لا يقيمون الا يوما أو يومين أثناء فرارهم، وكان ذلك في فصل الصيف اللاهب ، متعرضين الى معارك دامية في غالبية محطاتهم، مودية بأرواح العديد من الطرفين.
مشيخة عرب الصقر في الجليل
جعلت عشائر عرب الصقر طيلة القرن السابع عشر من الجليل مقرا لها، ثم زحفت لتستولي على مرج بن عامر التابع الى جبل نابلس، ودارت حروب طاحنة بينهم وبين جبل نابلس على المرج، منيت خلالها عشائر جبل نابلس بزعامة آل ماضي ومقرهم إجزم، والجرار ومقرهم صانور، بخسائر فادحة بالممتلكات والأرواح، كان من بينها مقتل إبن ماضي، وإبن جرار، حيث تمكنت قبيلة الصقر ان تدخل قلعة صانور عنوة، ثم إنتزاع قلعة جدين من أحمد الحسين ومقتله، بعد أن إجتاحت مايزيد عن 47 قرية في المرج وما حوله، ثم تصالحت عشائر عرب الصقر مع جبل نابلس، وعقدوا معاهدة حلف مع آل جرار "بنعما"، وفرضت عشائر عرب الصقر الأتاوات (الخاوة) على جميع تلك النواحي.
كان لتنصيب الصقر ظاهر العمر الزيداني زعيما رمزيا لهم حوالي عام 1720م، دور كبير لبسط نفوذهم على مرج بن عامر وجبل نابلس، نظرا لما تمتع به ظاهر العمر من علاقة وطيدة مع والي صيدا محمد باشا، هذه العلاقة التي ما كانت لتكون لولا دعم الصقر له بتوطيدها معه، طمعا من عرب الصقر في الإستيلاء على جبل نابلس، فتنازلت الصقر عن إحدى أفراسهم العريقة، المسماة "الزرقاء"، التي كان والي صيدا طلب شراءها من الصقر مرارا، فرفضت الصقر ذلك، الى أن قدمتها له هدية عن طريق ظاهر العمر، كي يغض الطرف عن إستيلاء عشائر عرب الصقر بزعامة أميرهم الشيخ إرشيد الجبر الملاك على مرج بن عامر وجبل نابلس. ومن المعلوم أن الشيخ قعدان ظاهر السلامة، والشيخ فايز هما اللذان أدخلا عام 1707م أسرة الزيادنة التي كانت تضرب بيوتها نواحي طبرية، في حلف عشائر عرب الصقر، حماية لهم من أهل طبريا، بسبب إقدام ظاهر العمر عندما كان من العمر ثمانية عشر عاما على قتل أحد أبناء طبرية.
إنكفأت عرب الصقر عن دعم ظاهر العمر عندما حاول متعاونا مع والي صيدا سلب مكتسبات عرب الصقر وحرمانهم أو تقليص عوائدهم، متحالفة مع جبل نابلس، وخسر حلف عرب الصقر وجبل نابلس في معركة الروحة قرب المنسي نواحي حيفا عام 1735م، فاستقرت الصقر إثرها في قيسارية، وأخضع ظاهر العمر جبل نابلس الى حكمه. ثم وسط ظاهر العمر سرا، الأميرة وطفاء، والدة الأمير جعدان ظاهر السلامة، للصلح بين الطرفين، لتخوفه من غدر العثمانيين ولحاجته الماسة لفرسان الصقر، وكان له ذلك، فعادت الصقر مرة أخرى حليفة لظاهر العمر ناشرة فرسانها في جميع البلاد التابعة لحكمه، بما في ذلك جبل نابلس والبلقاء وعجلون والجليل. سقط الاف القتلى من الصقر في معاركهم مع ظاهر العمر عبر أكثر من خمسين عاما بسبب تضارب المصالح، وقد ظهر ذلك جليا في أشعارهم ، فهذا شاعر حلف الدولة العثمانية بقيادة ظاهر العمر يقول:
حلف ظاهر بحكمة قط ما خـان ---- حمى زرع الشفا والغور والخان
من اللجـون إل بيسـان للخـان ---- حلف ما ينزلـه بيـت العـرب
فرد عليه شاعر الصقر متحديا:
يا ظاهـر لا تحدد بلادك علينا ---- ولا هي بالشبر ضاقت علينـا
حنا صقــور إن قمنا واعتلينا ---- نحرق قلب ظاهـر بالتـراب
ومن المثال على صراعهم مع جبل نابلس والمرج ما ورد في أشعارهم أيضا:
رحلنا من أرض رمانة ---- نزلنا بمرج السيلة
فزعـت علينا الفلـح ---- خلايج مهي جليلة
(رمانة والسيلة قريتان يقعان في المرج الى الشمال الغربي من جنين، والفلح جمع فلاحين، والصقر كانت تأنف من مهنة فلاحة الأرض، خلايج مهي جليلة أي خلائق ليست قليلة، عرب الصقر تقلب القاف جيما في لفظها أحيانا.)
تشير المصادر التاريخية أن عديد خيل الصقر كان منتصف القرن التاسع عشر ألفان وخمسمائة جواد ما بين فرس وجذعاء، أو أكثر من هذا كما جاء في بعض أشعار جبل نابلس يتباهون بخيل الصقر، فقال سعيد الخنفر من سيلة الظهر، المسجون من قبل آل عبد الهادي:
أخـوي يـا سعيد ---- حددوني بالحديــد
وياحديد انمد انمـد ---- خيل الصقر ما تنعد
عدوها الف وثمانمية ---- غير الخيل المحذيـة
لقبيلة الصقر نخوتان هما : حمر الشام ، وهيل الجدعاء ولكل منهما سبب في التسمية مفصلة في كتب المصادر، وقد وردت في أشعارهم قبل أكثر من 300 عام :
يا هيـل الجدعــاء يا حمـول الخيـل ---- هــزم قناكـم واطعنـم بالحيـل
يا هيـل الجدعــاء روحــم عصريـة ---- حمـر الكفافي وحرابهـم مجليـة
وقال أحد شعراء العدوان القصيدة التالية، موجها إياها إلى الأمير حسين الفياض الصقري، الذي كان يضرب منزله في قومية شمال غرب بيسان حوالي عام 1860م:
هذولا أهل الجدعاء مهم ردييـن ---- تراهـم هــم سعــوط المجنـي
وقال نمر العدوان أثناء إقامته عند الصقر لمدة ثلاثة أعوام في النصف الثاني من القرن الثامن عشر (1770 تقريبا):
إن سالت عني بغاية البسط هانا بلاد ماي حمر الشام ما إحد لهم جازي
وفي عام 1760م عندما تمردت البلقاء عن دفع الأتاوات بزعامة العدوان، هاجمت عرب الصقر عندما كانت صلحا مع ظاهر العمر، هاجمت فرسان الصقر بأسم الدولة، البلقاء بقيادة أميرهم جاسم بن سعيد بن قعدان بن ظاهر السلامة الصقري (قاسم السعيد)، فاحتل قلعة الصلط، وقد تراجعت عشائر العدوان إلى اللجون في الكرك، وسقطت قلعة السلط بعد مقتل العديد من فرسان الصقر، ودفنهم هناك في منطقة إسمها الجدعاء ، حيث أطلق عليها هذا الأسم، لأن الصقر كانت تغير على القلعة صائحة جدعاء ... جدعاء.
إحتضنت عشائر عرب الصقر الطائية العريقة عشائر عباد، أربعة عشر عاما في بلاد الصقر ، هناك في أرض الأردن في بيسان، واقتسمت معها رغيف الخبز في بلاد الخير، بعد أن ضاقت عليها الأرض بما رحبت، فطردتها عشائر البلقاء من ديارها في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ولم تجد عباد سوى عرب الصقر ملاذا آمنا لها، ثم إن عشائر عرب الصقر، دفعت دماء زكية من رجالاتها، من أجل إعادة عشائر عباد الى بلادها، فقتل من عرب الصقر عشرات الرجال والخيل ، هناك في سفوح العارضة، ووادي السير، وهناك في مرج الحمام، حيث ضرب أمير الصقر حدود عباد، وترجل من على فرسه، كي تأخ فرسه راحتها وتبول بعد أن إمتطى صهوتها في بيسان، ولم ينزل عنها الا في مرج الحمام. أقسم أمير الصقر سعد بن جعدان بن ظاهر السلامة، بأنه لن يتراجع عن دحر عشائر البلقاء، وإعادة عباد، الا بعد ما تبول فرسه العربية الطائية العريقة، فكيف تبول الفرس الأصيلة والفارس يعتلي صهوتها؟؟؟؟ ... فقال قولته المشهورة "وين ما تكعب الغزالة قهقر يا خيال"
سقط العشرات من رجالات الصقر في ثورة عام 1936، وكان قائد الصقر حسين العلي الدرويش الزبيدي، إشتبك مع صحبه بقوة مؤللة من العدو البريطاني، قرب دنة، عند الشيخ دانيال، فوقع صريعا، ودفن في فقوعة. وقد أقدمت بريطانيا العظمى الجبانة بإرسال الطائرات الحربية عام 1936 فصبت الكاز من السماء على فريق من مضارب عرب الصقر، وأشعلت النيران بمساكنهم المكونة من بيوت الشعر، لخوفهم على حياتهم إن دخلوا مضارب العرب.
هجت عرب الصقر من بلاد حارثة بعد هزيمة الجيوش العربية بعد حرب 1948 الى شرق الشريعة وغربه ، فيما عرف بالضفة الغربية من الأردن، وبعد نكسة حزيران عام 1967م ، تجمعت عشائر عرب الصقر والتي تزيد على 125 حمولة في محافظة إربد ، حيث ثقلها الرئيسي في الكريمة ووادي اليابس والمشارع ومدينة إربد ومخيم الحصن البالغ تعداده 35 ألف نسمة أكثر من نصفه من عرب الصقر، وهناك أسر متعددة مبعثرة في الزرقاء وعمان والبقعة و المئات من المغتربين خارج الأردن، ولا يعرف العدد الحقيقي لأفرادها وإن كان مقدرا ب70 ألفا والله أعلم.
سجلت عرب الصقر أغلب أحداثها التاريخية بقصائد شعرية شعبية تم جمع نسبة كبيرة منها وردت في كتب الصقر.
صالح البشكمي
تنحدر عشائر عرب الصقر دون أدنى شك من العرب القحطانية من سلائل طيء، وهو وكما جاء في كتب السير: جلهمة بن أد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن ارفخشذ بن سام بن نوح بن متوشلح بن أخفوخ بن لود بن مهلائيل بن قيثال بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام. وطيء لقب له غلب على إسمه الأصلي ، وكهلان هو شقيق حمير ، وكان العدد في كهلان أكثر من حمير، وكان بنو كهلان يتناوبون الملك مع حمير، كما قال في العبر، أما في وصايا الملوك ، فقال: إن حمير وكهلان لما قسم أبوهما سبأ الملك بينهما، جعل السياسة لحمير، وجعل أعنة الخيل وملك الأطراف والثغور لكهلان.
عرب الصقر هم عرب المفارجة الطائية
عرب الصقر ويطلق عليها أيضا إسم عرب الصقور جمعا ، هي عشائر طائية عريقة، وهم أول من حل في بلاد الشام مع مطلع الفتوحات الأسلامية . فعرب الصقر ورثة بلاد سوريا الجنوبية (فلسطين والأردن) من ألمفرج بن دغفل بن الجراح الطائي في أواخر القرن الرابع الهجري، المنسوب أصلا الى ملك طيء في العراق، إياس بن قبيصة بن أبي جعفر بن النعمان بن حبيب بن الحرث بن الحويرث بن ربيعة بن مالك بن سعد بن هني بن عمرو بن الغوث بن طيء (جلهمة)، قبيل البعثة المحمدية بتسع سنوات، وقد كانت الرياسة لبني هني على طيء في الجاهلية، ثم بزعامة شيخ عربان المفارجة في جبل نابلس، حسان بن المفرج الطائي، الذي تغلب على أكثر الشام، منتزعا إياها من دولة الفاطميين (العبيديون) عام 1025م الموافق 415هـ.
وقد إستمرت زعامة عرب المفارجة في سوريا الجنوبية، قبل أن يصيبها آخر تمزق مع مطلع القرن العاشر الهجري، ففي عام 918هـ كان كبير أمراء عربان بنو لام المفارجة، الأمير مسلم، الذي حضر معه الأمير عساف كبير آل مرا بطن من ربيعة طيء . إلى دار السعادة، في دمشق الشام، بحضور المباشرين ، وحلفوهما أنهما يقومان بما عليهما من حفظ الحجاج والطرق على العوائد القديمة، وأشهدوا عليهم بذلك جماعة . وقد خرج شيخ عرب بنو لام المفارجة ، سلامة بن فواز الملقب جغيمان، على الحجيج الشامي سنة 926هـ ، وقد استلم بعده قصب الزعامة ابنه الشيخ : نعيم بن سلامة بن فواز عام 965 هـ . وفي عام 978هـ شيخان هما: الشيخ نعيم بن سلامة بن فواز، وقريبه الشيخ نصر الله . وفي عام 1017 هـ كان لهما أيضا شيخان هما: الشيخ عمرو بن جبر الصقري شيخ عرب المفارجة، والشيخ رشيد السردي كبير عرب السردية الذين هم فرع من المفارجة. ففي أواخر القرن االعاشر الهجري برز إسم عرب الصقر وعرب السردية بعد تمزق عرب المفارجة في قبائل متناحرة، فتزعم الصقر الشيخ عمرو بن جبر الصقري من أسرة صقر المفارجة، بعد إلتفاف أغلب عشائر الصقر الحالية حوله ودعمه، والتي كان إسمها عرب المفارجة. وقد توفاه الله في جنين في ذي الحجة عام 1030هـ ، ودفن فيها عندما كان في ضيافة أحمد بن طرباي الحارثي الطائي أمير اللجون. وقد تولى مشيخة عرب الصقر بعد ذلك إبنه الشيخ حسين بن عمرو بن جبر المفارجة الصقري.
وقد تسمت باديء ذي بدء بعرب المفارجة وبنو لام وكذلك عرب الصقر ، فاندثر اسم المفارجة مع منتصف القرن السابع عشر، وحل محله تدريجيا اسم الصقر، وبنو لام، الى يومنا هذا. وهم بتشكيلات عشائرهم الحالية مزيج من سلائل لام ، وسلائل من ثعل، وسلائل من زبيد طيء من مذحج شقيق طيء، وسلائل من جرم، وسلائل من شمر وجميعها طائية وكافة أسرها متصاهرة تجمعها رابطة الدم وفق الأعراف والأحكام العشائرية.
وهنا لا بد من التأكيد على أنه كلما ذكرت عرب المفارجة عني به عرب الصقر وعرب السردية وعرب النعيمات مجتمعة، ولكن العرب المنسوبة الى حسان بن مفرج الطائي في القرن الخامس الهجري ضمت أيضا عشائر طائية عديدة منها: ما عرف لاحقا بعرب الحياري أو عرب الموالي التي إنتقلت الى بادية حمص في سوريا الشمالية ومن أهم أسرها في الأردن وفلسطين حاليا (عرب الفاعور والربيع في ديرعلا وأسرة الطوقان في نابلس وأسرة الريماوي في بيت ريما قضاء رام الله، وعرب المفارجة قضاء رام الله، وأسرة الحياري في البلقاء، وعرب الفضل في الجولان ، وعرب العيسى في الدفيانة من أعمال حوران شمال الأردن، وعرب الخريفات ، وعرب كعوش في الجليل )، وإلى هذه العشائر ينسب الأمير عساف آل مرا المشار إليه آنفا، وممن نسب الى عرب المفرج أيضا عرب الحوارث أمراء اللجون الذين إنتقلوا فيما بعد الى الساحل ما بين الخضيرة ويافا، وسميت المنطقة بأسمهم وادي الحوارث، ونسب الى عرب المفرج أيضا عربان جرم الطائية أيضا من عرب المفارجة التي منها عربان أبو الكشك الجرمية ما بين اللد ويافا، وقد كانت تهيمن على جبل نابلس ورام الله والغور، وعرب بني سهيلة الجرمية في قطاع غزة، ونسبة كبيرة من عرب عباد الجرمية في البلقاء. ولا يوجد أي أثر تاريخي يشير أن عربان بنو حية الطائية وعربان بنو ثعلبة المنتشرون حاليا في قطاع غزة ومنهم أسرة الشوأ ، وعرب الصبيحات في الجليل، ضمن حلف المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي وإن كنت لا أستبعد ذلك لأن كتب التاريخ كانت تشير الى المفرج على أنه الأمير البدوي أي أنه أمير القبائل البدوية، وكانت كل عشائر طيء المذكورة أعلاه في سوريا الجنوبية في زمانه بدوية تقطن بيت الشعر. إلا أن كتب التاريخ لم تنقل لنا وبشكل صريح غير عرب الصقر وعرب السردية وعرب نعيم بأسم عرب المفارجة، إلا أنها أشارت الى أن المهنا والعيسى هي من تجمع الجراح ، وقد يكون السبب أن بقية العشائر تمزقت من عرب المفارجة في وقت مبكر أي ما بين القرن الخامس والتاسع الهجريين ، وأن الصقر والسردية ونعيم هي آخر من ساهم في وحدة عرب المفارجة. ومن الجدير ذكره أيضا أن كل من إنفصل عن عرب الصقر بعد القرن العاشر الهجري هو من عرب المفارجة مثل عشائر المناصير التي دخلت في حلف عشائرعباد في البلقاء عام 1735م إثر خلافات داخلية بين عشائر عرب الصقر، وأسرة ابو ستة التي إنضمت الى عرب الترابين نواحي بئر السبع وقطاع غزة في مطلع القرن التاسع عشر، وأسرة العبادة (الخوابي) بضم العين في بيروت، والملاك نواحي بصرى الشام. أما عشائر عرب بني صخر وعلى الرغم من أنها طائية عريقة ، فقد كانت غائبة عن إمارة عرب المفرج بن دغفل بن الجراح الطائي، وذلك لحداثة إنتقالها من نجد الى ارض الشام ، إذ لا يتجاوز عمرها التاريخي على أرض الشام أكثر من 300 سنة مقارنة بتجمع طيء تحت راية حسان بن مفرج الطائي، والذي يمتد الى 1400 سنة.
مشيخة عرب الصقر في حوران
أسست عشائر عرب الصقر مشيختها في حوران جاعلة من المزيريب حيث منابع نهر اليرموك مقرا لعشائرها، وأخذت تغير على العربان في سائر الأطراف. وقد تعرضت الى ضغوط من الدولة العثمانية عبر مسيرتها التاريخية، في تلك النواحي من إصدار المراسيم بتثبيت حكمها لحوران، ومراسيم بعزلها وطردها عن حوران وإحلال عرب السردية مكانها، وقد تحالفت مع فخر الدين المعني، وأدى تحالفهما الى السيطرة التامة على جنوب سوريا ولبنان وغالبية أرض فلسطين وشرق الأردن، لكن الدولة العثمانية لم تطمئن لهذا التحالف، فجردت جيشا قوامه خمسون ألف مقاتل، لمقاتلة حلفهم مما حدى بفخر الدين المعني الفرار الى إيطاليا إنطلاقا من صيدا، وفرار عرب الصقر عام 1613م، الموافق 1022هـ، ومعهم إبن فخر الدين المعني، "علي"، ذي الخمسة عشر ربيعا، فرارهم عبر الصحاري من حوران الى إربد، ثم عجلون، ثم قصر شبيب (الزرقاء)، والكرك، والشوبك، وادي موسى (البتراء)، وبئر السبع، في النقب ثم العودة الى الكرك، ثم معان، ثم الجفر، ثم وادي عظمان (السرحان)، قاصدين الجوف، ولم يصلوا الجوف، فانطلقوا نحو تدمر ثم السلمية، ثم القريتين، ثم بادية الشام، ثم حوران. وكانوا لا يقيمون الا يوما أو يومين أثناء فرارهم، وكان ذلك في فصل الصيف اللاهب ، متعرضين الى معارك دامية في غالبية محطاتهم، مودية بأرواح العديد من الطرفين.
مشيخة عرب الصقر في الجليل
جعلت عشائر عرب الصقر طيلة القرن السابع عشر من الجليل مقرا لها، ثم زحفت لتستولي على مرج بن عامر التابع الى جبل نابلس، ودارت حروب طاحنة بينهم وبين جبل نابلس على المرج، منيت خلالها عشائر جبل نابلس بزعامة آل ماضي ومقرهم إجزم، والجرار ومقرهم صانور، بخسائر فادحة بالممتلكات والأرواح، كان من بينها مقتل إبن ماضي، وإبن جرار، حيث تمكنت قبيلة الصقر ان تدخل قلعة صانور عنوة، ثم إنتزاع قلعة جدين من أحمد الحسين ومقتله، بعد أن إجتاحت مايزيد عن 47 قرية في المرج وما حوله، ثم تصالحت عشائر عرب الصقر مع جبل نابلس، وعقدوا معاهدة حلف مع آل جرار "بنعما"، وفرضت عشائر عرب الصقر الأتاوات (الخاوة) على جميع تلك النواحي.
كان لتنصيب الصقر ظاهر العمر الزيداني زعيما رمزيا لهم حوالي عام 1720م، دور كبير لبسط نفوذهم على مرج بن عامر وجبل نابلس، نظرا لما تمتع به ظاهر العمر من علاقة وطيدة مع والي صيدا محمد باشا، هذه العلاقة التي ما كانت لتكون لولا دعم الصقر له بتوطيدها معه، طمعا من عرب الصقر في الإستيلاء على جبل نابلس، فتنازلت الصقر عن إحدى أفراسهم العريقة، المسماة "الزرقاء"، التي كان والي صيدا طلب شراءها من الصقر مرارا، فرفضت الصقر ذلك، الى أن قدمتها له هدية عن طريق ظاهر العمر، كي يغض الطرف عن إستيلاء عشائر عرب الصقر بزعامة أميرهم الشيخ إرشيد الجبر الملاك على مرج بن عامر وجبل نابلس. ومن المعلوم أن الشيخ قعدان ظاهر السلامة، والشيخ فايز هما اللذان أدخلا عام 1707م أسرة الزيادنة التي كانت تضرب بيوتها نواحي طبرية، في حلف عشائر عرب الصقر، حماية لهم من أهل طبريا، بسبب إقدام ظاهر العمر عندما كان من العمر ثمانية عشر عاما على قتل أحد أبناء طبرية.
إنكفأت عرب الصقر عن دعم ظاهر العمر عندما حاول متعاونا مع والي صيدا سلب مكتسبات عرب الصقر وحرمانهم أو تقليص عوائدهم، متحالفة مع جبل نابلس، وخسر حلف عرب الصقر وجبل نابلس في معركة الروحة قرب المنسي نواحي حيفا عام 1735م، فاستقرت الصقر إثرها في قيسارية، وأخضع ظاهر العمر جبل نابلس الى حكمه. ثم وسط ظاهر العمر سرا، الأميرة وطفاء، والدة الأمير جعدان ظاهر السلامة، للصلح بين الطرفين، لتخوفه من غدر العثمانيين ولحاجته الماسة لفرسان الصقر، وكان له ذلك، فعادت الصقر مرة أخرى حليفة لظاهر العمر ناشرة فرسانها في جميع البلاد التابعة لحكمه، بما في ذلك جبل نابلس والبلقاء وعجلون والجليل. سقط الاف القتلى من الصقر في معاركهم مع ظاهر العمر عبر أكثر من خمسين عاما بسبب تضارب المصالح، وقد ظهر ذلك جليا في أشعارهم ، فهذا شاعر حلف الدولة العثمانية بقيادة ظاهر العمر يقول:
حلف ظاهر بحكمة قط ما خـان ---- حمى زرع الشفا والغور والخان
من اللجـون إل بيسـان للخـان ---- حلف ما ينزلـه بيـت العـرب
فرد عليه شاعر الصقر متحديا:
يا ظاهـر لا تحدد بلادك علينا ---- ولا هي بالشبر ضاقت علينـا
حنا صقــور إن قمنا واعتلينا ---- نحرق قلب ظاهـر بالتـراب
ومن المثال على صراعهم مع جبل نابلس والمرج ما ورد في أشعارهم أيضا:
رحلنا من أرض رمانة ---- نزلنا بمرج السيلة
فزعـت علينا الفلـح ---- خلايج مهي جليلة
(رمانة والسيلة قريتان يقعان في المرج الى الشمال الغربي من جنين، والفلح جمع فلاحين، والصقر كانت تأنف من مهنة فلاحة الأرض، خلايج مهي جليلة أي خلائق ليست قليلة، عرب الصقر تقلب القاف جيما في لفظها أحيانا.)
تشير المصادر التاريخية أن عديد خيل الصقر كان منتصف القرن التاسع عشر ألفان وخمسمائة جواد ما بين فرس وجذعاء، أو أكثر من هذا كما جاء في بعض أشعار جبل نابلس يتباهون بخيل الصقر، فقال سعيد الخنفر من سيلة الظهر، المسجون من قبل آل عبد الهادي:
أخـوي يـا سعيد ---- حددوني بالحديــد
وياحديد انمد انمـد ---- خيل الصقر ما تنعد
عدوها الف وثمانمية ---- غير الخيل المحذيـة
لقبيلة الصقر نخوتان هما : حمر الشام ، وهيل الجدعاء ولكل منهما سبب في التسمية مفصلة في كتب المصادر، وقد وردت في أشعارهم قبل أكثر من 300 عام :
يا هيـل الجدعــاء يا حمـول الخيـل ---- هــزم قناكـم واطعنـم بالحيـل
يا هيـل الجدعــاء روحــم عصريـة ---- حمـر الكفافي وحرابهـم مجليـة
وقال أحد شعراء العدوان القصيدة التالية، موجها إياها إلى الأمير حسين الفياض الصقري، الذي كان يضرب منزله في قومية شمال غرب بيسان حوالي عام 1860م:
هذولا أهل الجدعاء مهم ردييـن ---- تراهـم هــم سعــوط المجنـي
وقال نمر العدوان أثناء إقامته عند الصقر لمدة ثلاثة أعوام في النصف الثاني من القرن الثامن عشر (1770 تقريبا):
إن سالت عني بغاية البسط هانا بلاد ماي حمر الشام ما إحد لهم جازي
وفي عام 1760م عندما تمردت البلقاء عن دفع الأتاوات بزعامة العدوان، هاجمت عرب الصقر عندما كانت صلحا مع ظاهر العمر، هاجمت فرسان الصقر بأسم الدولة، البلقاء بقيادة أميرهم جاسم بن سعيد بن قعدان بن ظاهر السلامة الصقري (قاسم السعيد)، فاحتل قلعة الصلط، وقد تراجعت عشائر العدوان إلى اللجون في الكرك، وسقطت قلعة السلط بعد مقتل العديد من فرسان الصقر، ودفنهم هناك في منطقة إسمها الجدعاء ، حيث أطلق عليها هذا الأسم، لأن الصقر كانت تغير على القلعة صائحة جدعاء ... جدعاء.
إحتضنت عشائر عرب الصقر الطائية العريقة عشائر عباد، أربعة عشر عاما في بلاد الصقر ، هناك في أرض الأردن في بيسان، واقتسمت معها رغيف الخبز في بلاد الخير، بعد أن ضاقت عليها الأرض بما رحبت، فطردتها عشائر البلقاء من ديارها في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ولم تجد عباد سوى عرب الصقر ملاذا آمنا لها، ثم إن عشائر عرب الصقر، دفعت دماء زكية من رجالاتها، من أجل إعادة عشائر عباد الى بلادها، فقتل من عرب الصقر عشرات الرجال والخيل ، هناك في سفوح العارضة، ووادي السير، وهناك في مرج الحمام، حيث ضرب أمير الصقر حدود عباد، وترجل من على فرسه، كي تأخ فرسه راحتها وتبول بعد أن إمتطى صهوتها في بيسان، ولم ينزل عنها الا في مرج الحمام. أقسم أمير الصقر سعد بن جعدان بن ظاهر السلامة، بأنه لن يتراجع عن دحر عشائر البلقاء، وإعادة عباد، الا بعد ما تبول فرسه العربية الطائية العريقة، فكيف تبول الفرس الأصيلة والفارس يعتلي صهوتها؟؟؟؟ ... فقال قولته المشهورة "وين ما تكعب الغزالة قهقر يا خيال"
سقط العشرات من رجالات الصقر في ثورة عام 1936، وكان قائد الصقر حسين العلي الدرويش الزبيدي، إشتبك مع صحبه بقوة مؤللة من العدو البريطاني، قرب دنة، عند الشيخ دانيال، فوقع صريعا، ودفن في فقوعة. وقد أقدمت بريطانيا العظمى الجبانة بإرسال الطائرات الحربية عام 1936 فصبت الكاز من السماء على فريق من مضارب عرب الصقر، وأشعلت النيران بمساكنهم المكونة من بيوت الشعر، لخوفهم على حياتهم إن دخلوا مضارب العرب.
هجت عرب الصقر من بلاد حارثة بعد هزيمة الجيوش العربية بعد حرب 1948 الى شرق الشريعة وغربه ، فيما عرف بالضفة الغربية من الأردن، وبعد نكسة حزيران عام 1967م ، تجمعت عشائر عرب الصقر والتي تزيد على 125 حمولة في محافظة إربد ، حيث ثقلها الرئيسي في الكريمة ووادي اليابس والمشارع ومدينة إربد ومخيم الحصن البالغ تعداده 35 ألف نسمة أكثر من نصفه من عرب الصقر، وهناك أسر متعددة مبعثرة في الزرقاء وعمان والبقعة و المئات من المغتربين خارج الأردن، ولا يعرف العدد الحقيقي لأفرادها وإن كان مقدرا ب70 ألفا والله أعلم.
سجلت عرب الصقر أغلب أحداثها التاريخية بقصائد شعرية شعبية تم جمع نسبة كبيرة منها وردت في كتب الصقر.
صالح البشكمي
مواضيع مماثلة
» محلات الصقر للحاسوب
» محلات الصقر للحاسوب
» نسب عشائر السردية:
» منتدى مؤازرة مجحم أبو حمد أبو مديرس الغالــــــــــــي الصقور
» البشكمي
» محلات الصقر للحاسوب
» نسب عشائر السردية:
» منتدى مؤازرة مجحم أبو حمد أبو مديرس الغالــــــــــــي الصقور
» البشكمي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أكتوبر 07, 2011 4:11 am من طرف Admin
» الحقيقة الصقرية
الجمعة أكتوبر 07, 2011 4:08 am من طرف Admin
» الحقيقة الصقرية
الجمعة أكتوبر 07, 2011 4:05 am من طرف Admin
» دلة حسن سلامه البشكمي
الجمعة أكتوبر 07, 2011 4:01 am من طرف Admin
» هل تعلم 2011
السبت مايو 21, 2011 3:16 pm من طرف زائر
» السيريال الاصلي Adobe Photoshop CS2
السبت مايو 07, 2011 2:24 am من طرف زائر
» اصول عائلة البشكمي
السبت أبريل 02, 2011 7:24 am من طرف زائر
» البعض يقول ان هناك لعبة في الانتخابات النيابية في الاغوار الشمالية التي اذهلت الجميع بفوز النائب ( مجحم الصقور ) هل انت توافق على ما يقولنه وتشك في نزاهة الانتخابات . ام انك مع الفوز ومع نزاهة الانتخابات ؟ عبر عن رأيك بدون تجريح ؟
الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 2:37 am من طرف زائر
» منتدى اجماع على الاستاذ علي لافي الصقر ابن المشارع
الأربعاء نوفمبر 24, 2010 11:57 am من طرف Waleed hassan bashkami