مناسف عرف الصقر

مناسف عرب الصقر الطائية

--------------------------------------------------------------------------------



000099
المنسف لمن يجهل المنسف هو الطبق الأصلي لدى عشائر طيء الشامية، يتكون من فرشة من خبز الشراك (الصاج) في قاع السدر (الوعاء الذي يقدم به المنسف)، يغمر بالرز المطبوخ ويرصع بقطع اللحم الكبيرة بحيث تملأ القطعة الواحدة قبضة يد الرجل. ويتوسط راس الذبيحة المنسف الرئيسي. وأعظم بهجة للمناسف عند الصقر يوم تقديمها للمدعوين في حفلات الأعراس، والتي يجب أن تكون فيها المناسف مسترة (أي أن يكسو اللحم الرز، فلا تكاد ترى الرز من كثرة اللحم) ، وكان يصاحب إخراجها أزيز الرصاص من الشباب المتحمس. وفيما يلي أهم ما تنفرد به عرب الصقر من عادات تصاحب تقديم المناسف.

أولا: الصقر تقول للضيوف: تفضلم ع الميسور، فيرد الضيف: ميسور الغانمين.

ثانيا: الصقر تقول: كل أكل جمال وقوم قبل الرجال، لأن المكوث طويلا عادة ذميمة عند الصقر.

ثالثا: الصقر أكلهم نق، أي بعجالة، والذي يعرف الصقور لا يجالسهم على المنسف يأكلون بسرعة ويقومون بسرعة، ولا يمكن أن يبقى شخص واحد منهم يجلس منفردا على المنسف. هناك روايات مؤكدة بخصوص ولائم جمعت بعضا من عشائر عباد مع الصقر أثناء إقامة عباد في ديرة الصقر، كان العبابيد يقومون من تلك الولائم جوعى بسبب نهوض الصقر عن المناسف عندما يدق عقيدهم طرف السدر. فكان العبابيد يقولون: لا تصدقم إن الصقور قاموا شبعانين، هظولا (هؤلاء) يضحكون علينا، الصقور يودرون (يخبؤن) عجوة بخروج خيلهم. وينعت الصقر من يبقى جالسا لوحده على المنسف، بأنه: ملقوع أو هجين.

رابعا: أكل الصقر ذهب مثلا: يقولون عند العشائر الأخرى، عندما يقدمون الزاد للضيوف: لا تاكلم أكل صقور، أي كلوا واشبعوا، ولا تأكلوا كما تأكل الصقر بسرعة دون أن تشبع.

خامسا: الصقر تقول: الزاد على الضيف والخبز على المعزب. أي أن الصقور لا يكشفون المعزب إذا نقص الزاد، لكنهم يفضحونه إذا نقص الخبز.

سادسا: منسف الصقر: يضاف اليه سمن الزهيري ويرصع باللحم حتى لا تكاد ترى الرز، ويرش عليه الصنوبر واللوز، ولمن لا تسمح ظروفه يرش عليه الفستق، وجميعها مقلية، وفي هذا السياق قال شاعر الصقر محمد البراغلة:


وين الصقور اللي على الخيل فـراس --- اللـي نهـار الكـون ما يرحمـونـي
أهل الرباع اللي بها نجـر ومحمـاس --- ودلال صفـر كالذهـب يرهجـونـي
وين أهل الجدعاء لنتصب كل برجاس --- شيالـة للــراس فــوق المتـونـي
عوج المناسف واللحم فوقها طعـاس --- وسمن الزهيـري فوقهـن يدعجونـي

سابعا: كانت عادة عند الصقر في زمن الغزو أن تقدم الشذاة على أهم المناسف عند عقيد (عجيد) الصقر، فيرفعها بيده وينادي بأعلى صوته على مسمع من رجالات الصقر: هيل الجدعاء... حمر الشام... (وهما نخوتان للصقر) هاذي شذاة فلان الفلاني!!! منه يأكل شذاة فلان الفلاني؟؟؟. دليل على المنازلة، وأي شخص يتناولها من يد العقيد، يترتب عليه منازلة الشخص الذي نطق إسمه العقيد، في أي موقعة قادمة تهاجم فيها الصقر أولئك القوم أو تهاجم الصقر من قبلهم.

ثامنا: اللبنية هو الشراب المصنوع من اللبن والمطبوخ به أصلا اللحم المقدم على المناسف، فيصب الشراب على المنسف، فيقولون: شرب... شرب ... على المواكل. أي صب الشراب على أطراف السدر حيث يبدأ الأكل.

تاسعا: تناول المنسف باليد اليمنى، إنه لمن العيب أن يؤكل المنسف باليد اليسرى أو بكلتا اليدين أو حتى محاولة الإستعانة باليد اليسرى، فهذه عادة ذميمة.

عاشرا: المنسف الذي لا يقدم في قاعه خبز، تسميه الصقر منسف فلاحين.

حادي عشر: بعد الإنتهاء من المنسف، يجب تقديم القهوة العربية التي تنفرد بها عشائر الشام عن عشائر شبه الجزيرة العربية من حيث المكونات.

وكتبه
علي بن فلاح الملاحي الصقري
مؤرخ عشائر عرب الصقر الطائية
إربد - الأردن

( حابس مشرف الصقور ) ( الموضوع مقتبس من الملاحي )